النبي صلى الله عليه واله جمع القران
الجزء الاول
بعد التوكل على الله سبحانه نتناول في بحثنا ادلة كتابة النبي صلى الله عليه واله للقران الكريم وحرصه على حفظه من الخطاء والاجتهادات والاختلاف
وكما يلي
اولا:الايات الكريمة من القران
ثانيا: ماورد في احاديث النبي صلى الله عليه واله
ثاثا: مانقله الرواة من الصحابة والتابعين
رابعا: الحوادث التاريخية
خامسا :اقوال العلماء


الايات المباركة
سورة القيامة
لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)

وفي هذه الايات الشريفة يتقدم الجمع ثم يليه التبليغ ثم يليه التبيان للامة المرحومة فهل يدعي احد ان النبي صلى الله عليه واله لم يمتثل لامر الله تعالى؟

سورة فصلت
لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42)

وهنا تصريح واضح من الله تعالى ان الباطل لاياتي على القران الكريم فهل هناك باطل اعظم من تحريفه نقصا او زيادة او تغيير؟


سورة الواقعة
إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ (78) لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (80)

ومن هذه الاية الشريفة اجمع علماء الامة على تحريم مس كتابة القران الكريم بدون طهارة وباحاديث عن النبي الاعظم صلى الله عليه واله كحديث لايمس القران غير طاهر وغيره فكيف يكون لمسه وهو غير مكتوب وقد ذكرته الاية بانه كتاب مكنون ولم يقل مفرقا كما يزعمون او في الصدور فقط


سورة البقرة
رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129)

وهنا يتبين لنا ان وضيفة النبي صلى الله عليه واله ان يعلمهم الكتاب وليس ان يعلمهم الرقاع وكلمة كتاب تكررت كثيرا بالقران الكريم




الاحاديث
وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ: أَوَّلُهُما كِتَابُ اللهِ،فيه الهُدَى وَالنُّورُ، فَخُذُوا بكِتَابِ اللهِ، وَاسْتَمْسِكُوا به، فَحَثَّ علَى كِتَابِ اللهِ وَرَغَّبَ فِيهِ، ثُمَّ قالَ: وَأَهْلُ بَيْتي، أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ في أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ في أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ في أَهْلِ بَيْتي. (الى اخر الحديث)
الراوي : زيد بن أرقم | المصدر : صحيح مسلم الرقم: 2408


جَمَع القُرْآنَ علَى عَهْدِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أرْبَعَةٌ ، كُلُّهُمْ مِنَ الأنْصَارِ: أُبَيٌّ، ومُعَاذُ بنُ جَبَلٍ، وأَبُو زَيْدٍ، وزَيْدُ بنُ ثَابِتٍ. قُلتُ لأنَسٍ: مَن أبو زَيْدٍ؟ قالَ: أحَدُ عُمُومَتِي.
الراوي : أنس بن مالك | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 3810 | التخريج : أخرجه مسلم (2465)، والترمذي (3794) وأحمد (13942) واللفظ لهم جميعا.


ماتَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ولَمْ يَجْمَعِ القُرْآنَ غَيْرُ أرْبَعَةٍ : أبو الدَّرْداءِ، ومُعاذُ بنُ جَبَلٍ، وزَيْدُ بنُ ثابِتٍ، وأَبُو زَيْدٍ قالَ: ونَحْنُ ورِثْناهُ. الراوي : أنس بن مالك | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 5004 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | التخريج : أخرجه البخاري (5004)


دَخَلْتُ أنا وشَدّادُ بنُ مَعْقِلٍ، علَى ابْنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْهما، فقالَ له شَدّادُ بنُ مَعْقِلٍ: أتَرَكَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن شيءٍ؟ قالَ: ما تَرَكَ إلَّا ما بيْنَ الدَّفَّتَيْنِ قالَ: ودَخَلْنا علَى مُحَمَّدِ ابْنِ الحَنَفِيَّةِ، فَسَأَلْناهُ، فقالَ: ما تَرَكَ إلَّا ما بيْنَ الدَّفَّتَيْنِ.
الراوي : عبدالعزيز بن رفيع | المصدر : صحيح البخاري | الرقم : 5019 |


عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لا تَكْتُبُوا عَنِّي وَمَنْ كَتَبَ عَنِّي غَيْرَ الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ وَحَدِّثُوا عَنِّي وَلا حَرَجَ ... ) رواه مسلم (الزهد والرقائق/5326)


أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَهَى أنْ يُسَافَرَ بالقُرْآنِ إلى أرْضِ العَدُوِّ.
الراوي : عبدالله بن عمر | المصدر : صحيح البخاري باب كراهية السفر بالمصاحف إلى أرض العدو
الرقم: 2990 |
التخريج : أخرجه مسلم (1869) باختلاف يسير


نَهى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ أن يسافرَ بالقرآنِ إلى أرضِ العدوِّ مخافةَ أن ينالَه العدوُّ
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : تخريج المسند لشاكر | الرقم : 8/239 | التخريج : أخرجه مسلم (1869) باختلاف يسير


لا تكتبوا عني شيئًا إلا القرآنَ ، فمن كتب عني غيرَ القرآنِ فلْيمحْه ، و حدِّثوا عني و لا حَرَجَ ، و من كذبَ عليَّ متعمِّدًا ، فلْيتبوأْ مقعدَه من النارِ الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع |الرقم : 7434 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه مسلم


لا تَكْتُبُوا عَنِّي، ومَن كَتَبَ عَنِّي غيرَ القُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ، وحَدِّثُوا عَنِّي، ولا حَرَجَ، ومَن كَذَبَ عَلَيَّ -قالَ هَمَّامٌ: أحْسِبُهُ قالَ: مُتَعَمِّدًا- فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ. الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم الرقم: 3004 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] التخريج : من أفراد مسلم على البخاري


كتاب الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم ج:3 ص: 191
١٥٢٨ - حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، نا أَبُو مُحَيْرِزٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: وَفَدْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أُنَاسٍ مِنْ ثَقِيفٍ فَقَالُوا لِي: احْفَظْ لَنَا مَتَاعَنَا وَرِكَابَنَا. فَقُلْتُ: عَلَى أَنَّكُمْ إِذَا فَرَغْتُمُ انْتَظَرْتُمُونِي حَتَّى أَدْخُلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلُوهُ حَوَائِجَهُمْ ثُمَّ خَرَجُوا، «فَدَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلْتُهُ مُصْحَفًا كَانَ عِنْدَهُ فَأَعْطَانِيهِ» قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ: هَذَا مِمَّا يُحْتَجُّ أَنَّ الْقُرْآنَ جُمِعَ فِي الْمَصَاحِفِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِمَا رَوَى ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تُسَافِرُوا بِالْمَصَاحِفِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ» . وَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ كَانَ مَجْمُوعًا فِي الْمَصَاحِفِ



كتاب المعجم الكبير للطبراني ج: 9 ص: 61 رقم الحديث: 8393
٨٣٩٣ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَزَّارُ، ثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ أَبِي مُحْرِزٍ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ، وَفَدَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ نَاسٍ مِنْ ثَقِيفٍ، فَدَخَلُوا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا لَهُ: احْفَظْ عَلَيْنَا مَتَاعَنَا - أَوْ رِكَابَنَا - فَقَالَ: عَلَى أَنَّكُمْ إِذَا خَرَجْتُمِ انْتَظَرْتُمُونِي حَتَّى أَخْرَجَ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «فَدَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلْتُهُ مُصْحَفًا كَانَ عِنْدَهُ، فَأَعْطَانِيهِ وَاسْتَعْمَلَنِي عَلَيْهِمْ، وَجَعَلَنِي إِمَامَهُمْ وَأَنَا أَصْغَرُهُمْ»




كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ج:9 ص: 370
١٥٩٩٠ - عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ قَالَ: «قَدِمْتُ فِي وَفْدِ ثَقِيفٍ حِينَ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلَبِسْنَا حُلَلَنَا بِبَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالُوا: مَنْ يُمْسِكُ لَنَا رَوَاحِلَنَا؟ فَكُلُّ الْقَوْمِ أَحَبَّ الدُّخُولَ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَرِهَ التَّخَلُّفَ عَنْهُ، قَالَ عُثْمَانُ: وَكُنْتُ أَصْغَرَهُمْ، فَقُلْتُ: إِنْ شِئْتُمْ أَمْسَكْتُ لَكُمْ عَلَى أَنَّ عَلَيْكُمْ عَهْدَ اللَّهِ لَتُمْسِكُنَّ لِي إِذَا خَرَجْتُمْ قَالُوا: فَذَلِكَ لَكَ، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ ثُمَّ خَرَجُوا، فَقَالُوا: انْطَلَقَ بِنَا، قُلْتُ: أَيْنَ؟ قَالُوا: إِلَى أَهْلِكَ، فَقُلْتُ: خَرَجْتُ مِنْ أَهْلِي حَتَّى إِذَا حَلَلْتُ بِبَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَرْجِعُ وَلَا أَدْخُلُ عَلَيْهِ وَقَدْ أَعْطَيْتُمُونِي مَا قَدْ عَلِمْتُمْ [مِنَ الْعَهْدِ]؟ قَالُوا: فَاعْجَلْ لَنَا؛ فَإِنَّا قَدْ كَفَيْنَاكَ الْمَسْأَلَةَ فَلَمْ نَدَعْ شَيْئًا إِلَّا سَأَلْنَاهُ، فَدَخَلْتُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُفَقِّهَنِي فِي الدِّينِ وَيُعَلِّمَنِي قَالَ: " مَاذَا قُلْتَ؟ ". فَأَعَدْتُ عَلَيْهِ الْقَوْلَ، فَقَالَ: " لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ شَيْءٍ مَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِكَ، اذْهَبْ فَأَنْتَ أَمِيرٌ عَلَيْهِمْ وَعَلَى مَنْ تَقْدُمُ عَلَيْهِ مَنْ قَوْمِكَ» ". فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ حَكِيمِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ عَيَّادٍ وَقَدْ وُثِّقَ.
١٥٩٩١ - وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى مُخْتَصَرَةٍ قَالَ فِيهَا: «فَدَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
فَسَأَلْتُهُ مُصْحَفًا كَانَ عِنْدَهُ فَأَعْطَانِيهِ».



كتاب الشريعة للآجري ج: 1 ص: 537 رقم الحديث: 192
كتاب مشيخة أبي الحسن السكري [أبو الحسن الحربي] ص: 26 رقم الحديث: 25
٢٥ - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّامِيُّ , قثنا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ , قثنا ابْنُ فُضَيْلٍ , قثنا الْهَجَرِيُّ , عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تُسَافِرُوا بِالْمَصَاحِفِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ , فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَنَالُوهَا» وَقَالَ النَّبِيُّ: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» وَقَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ الَّذِي لَيْسَ فِي جَوْفِهِ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْءٌ، كَالْبَيْتِ الْخَرِبِ» وَقَالَ: «مَثَلُ الْقُرْآنِ مَثَلُ الْإِبِلِ الْمُعَقَّلَةِ، إِنْ تَعَاهَدَهَا صَاحِبُهَا أَمْسَكَهَا، وَإِنْ تَرَكَهَا ذَهَبَتْ» وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تُسَافِرُوا بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ» وَقَالَ: فِي حَدِيثٍ آخَرَ «لَا تُسَافِرُوا بِالْمَصَاحِفِ إِلَى الْعَدُوِّ، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَنَالُوهَا»


كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح [ابن الملقن] ج:18 ص: 123 رقم الحديث: 2990
١٢٩ - باب السَّفَرِ بِالْمَصَاحِفِ إِلَى أَرْضِ العَدُوِّ وَكَذَلِكَ يُرْوى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عُمَرَ - رضي الله عنهما -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. وَتَابَعَهُ ابن إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِع، عَنِ ابن عُمَرَ - رضي الله عنهما -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -. وَقَدْ سَافَرَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابُهُ فِي أَرْضِ العَدُوِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ القُرْآنَ. ٢٩٩٠ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ العَدُوِّ. [مسلم: ١٨٦٩ - فتح ٦/ ١٣٣]. حَدَّثنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِع، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ العَدُوِّ. هذا الحديث أخرجه مسلم أيضًا كذلك وبزيادة: "لا تسافروا بالقرآن فإني لا آمن أن يناله العدو". وقال أيوب: فقد ناله العدو وخاصمكم به وفي ثالث: "فإني أخاف" وفي رابع: "مخافة أن يناله العدو" (١). وقال مالك فيما نقله أبو عمر، وهو كذلك في "الموطأ" (٢): أرى ذَلِكَ مخافة أن يناله العدو. وكذلك قَالَ يحيى -الأندلسي- والقعنبي وابن بكير وأكثر الرواة؛ ورواه ابن وهب، عن مالك فقال في آخره: "خشية أن يناله العدو". في سياقه الحديث، لم يجعلوه من قول مالك؛ وكذلك قَالَ عبيد الله بن عمر وأيوب، عن نافع، عن ابن عمر
(١) أربعة هذِه الروايات رواها مسلم (١٨٦٩) كتاب: الإمارة، باب: النهي أن يسافر بالمصحف إلى أرض الكفار إذا خيف وقوعه بأيديهم.
(٢) "الموطأ" ص ٢٧٧. دَخَلْتُ أنا وشَدّادُ بنُ مَعْقِلٍ، علَى ابْنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْهما، فقالَ له شَدّادُ بنُ مَعْقِلٍ: أتَرَكَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن شيءٍ؟ قالَ: ما تَرَكَ إلَّا ما بيْنَ الدَّفَّتَيْنِ قالَ: ودَخَلْنا علَى مُحَمَّدِ ابْنِ الحَنَفِيَّةِ، فَسَأَلْناهُ، فقالَ: ما تَرَكَ إلَّا ما بيْنَ الدَّفَّتَيْنِ.
الراوي : عبدالعزيز بن رفيع | المصدر : صحيح البخاري | الرقم : 5019 |


قُلتُ لِعَلِيِّ بنِ أبِي طَالِبٍ: هلْ عِنْدَكُمْ كِتَابٌ؟ قَالَ: لَا، إلَّا كِتَابُ اللَّهِ، أوْ فَهْمٌ أُعْطِيَهُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ، أوْ ما في هذِه الصَّحِيفَةِ. قَالَ: قُلتُ: فَما في هذِه الصَّحِيفَةِ؟ قَالَ: العَقْلُ، وفَكَاكُ الأسِيرِ، ولَا يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بكَافِرٍ.
الراوي : علي بن أبي طالب | المصدر : صحيح البخاري الرقم: 111


فتح الباري شرح صحيح البخاري ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني صفحة 668 جزء 8
4717 حدثنا حفص بن عمر حدثنا همام حدثنا قتادة قال سألت أنس بن مالك رضي الله عنه من جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم قال أربعة كلهم من الأنصار أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد تابعه الفضل عن حسين بن واقد عن ثمامة عن أنس
----------------------------------------
الحديث الخامس حديث أنس ، ذكره من وجهين
قوله : ( سألت أنس بن مالك : من جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال : أربعة كلهم من الأنصار ) في رواية الطبري من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة في أول الحديث " افتخر الحيان الأوس والخزرج ، فقال الأوس : منا أربعة : من اهتز له العرش سعد بن معاذ ، ومن عدلت شهادته شهادة رجلين خزيمة بن ثابت ، ومن غسلته الملائكة حنظلة بن أبي عامر ، ومن حمته الدبر عاصم بن ثابت . فقال الخزرج : منا أربعة جمعوا القرآن لم يجمعه غيرهم . فذكرهم .
قوله : ( وأبو زيد ) تقدم في مناقب زيد بن ثابت من طريق شعبة عن قتادة " قلت لأنس : من أبو زيد ؟ قال : أحد عمومتي " وتقدم بيان الاختلاف في اسم أبي زيد هناك وجوزت هناك أن لا يكون لقول أنس " أربعة " مفهوم ، لكن رواية سعيد التي ذكرتها الآن من عند الطبري صريحة في الحصر ، وسعيد ثبت في قتادة . ويحتمل مع ذلك أن مراد أنس " لم يجمعه غيرهم " أي من الأوس بقرينة المفاخرة المذكورة ، ولم يرد نفي ذلك عن المهاجرين ، ثم في رواية سعيد أن ذلك من قول الخزرج ، ولم يفصح باسم قائل ذلك ، لكن لما أورده أنس ولم يتعقبه كان كأنه قائل به ولا سيما وهو من الخزرج . وقد أجاب القاضي أبو بكر الباقلاني وغيره عن حديث أنس هذا بأجوبة : أحدها : أنه لا مفهوم له ، فلا يلزم أن لا يكون غيرهم جمعه .
ثانيها : المراد لم يجمعه على جميع الوجوه والقراءات التي نزل بها إلا أولئك .
ثالثها : لم يجمع ما نسخ منه بعد تلاوته وما لم ينسخ إلا أولئك ، وهو قريب من الثاني .
رابعها : أن المراد بجمعه تلقيه من في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا بواسطة ، بخلاف غيرهم فيحتمل أن يكون تلقى بعضه بالواسطة .
خامسها : أنهم تصدوا لإلقائه وتعليمه فاشتهروا به ، وخفي حال غيرهم عمن عرف حالهم فحصر ذلك فيهم بحسب علمه ، وليس الأمر في نفس الأمر كذلك ، أو يكون السبب في خفائهم أنهم خافوا غائلة الرياء والعجب ، وأمن ذلك من أظهره .
سادسها : المراد بالجمع الكتابة ، فلا ينفي أن يكون غيرهم جمعه حفظا عن ظهر قلب ، وأما هؤلاء فجمعوه كتابة وحفظوه عن ظهر قلب .
سابعها : المراد أن أحدا لم يفصح بأنه جمعه بمعنى أكمل حفظه في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا أولئك ، بخلاف غيرهم فلم يفصح بذلك لأن أحدا منهم لم يكمله إلا عند وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين نزلت آخر آية منه ، فلعل هذه الآية الأخيرة وما أشبهها ما حضرها إلا أولئك الأربعة ممن جمع جميع القرآن قبلها ، وإن كان قد حضرها من لم يجمع غيرها الجمع البين .
ثامنها : أن المراد بجمعه السمع والطاعة له والعمل بموجبه . وقد أخرج أحمد في الزهد من طريق أبي الزاهرية " أن رجلا أتى أبا الدرداء فقال : إن ابني جمع القرآن ، فقال : اللهم غفرا ، إنما جمع القرآن من سمع [ ص: 669 ] له وأطاع " وفي غالب هذه الاحتمالات تكلف ولا سيما الأخير وقد أومأت قبل هذا إلى احتمال آخر ، وهو أن المراد إثبات ذلك للخزرج دون الأوس فقط ، فلا ينفي ذلك عن غير القبيلتين من المهاجرين ومن جاء بعدهم ، ويحتمل أن يقال : إنما اقتصر عليهم أنس لتعلق غرضه بهم ، ولا يخفى بعده . والذي يظهر من كثير من الأحاديث أن أبا بكر كان يحفظ القرآن في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد تقدم في المبعث أنه بنى مسجدا بفناء داره فكان يقرأ فيه القرآن ، وهو محمول على ما كان نزل منه إذ ذاك ، وهذا مما لا يرتاب فيه مع شدة حرص أبي بكر على تلقي القرآن من النبي - صلى الله عليه وسلم - وفراغ باله له وهما بمكة وكثرة ملازمة كل منهما للآخر حتى قالت عائشة كما تقدم في الهجرة أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يأتيهم بكرة وعشية . وقد صحح مسلم حديث يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله وتقدمت الإشارة إليه ، وتقدم أنه - صلى الله عليه وسلم - أمر أبا بكر أن يؤم في مكانه لما مرض فيدل على أنه كان أقرأهم ، وتقدم عن علي أنه جمع القرآن على ترتيب النزول عقب موت النبي - صلى الله عليه وسلم - وأخرج النسائي بإسناد صحيح عن عبد الله بن عمر قال : جمعت القرآن فقرأت به كل ليلة ، فبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : اقرأه في شهر الحديث ، وأصله في الصحيح ، وتقدم في الحديث الذي مضى ذكر ابن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة وكل هؤلاء من المهاجرين ، وقد ذكر أبو عبيد القراء من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فعد من المهاجرين الخلفاء الأربعة وطلحة وسعدا وابن مسعود وحذيفة وسالما وأبا هريرة وعبد الله بن السائب والعبادلة ، ومن النساء عائشة وحفصة وأم سلمة ، ولكن بعض هؤلاء إنما أكمله بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - فلا يرد على الحصر المذكور في حديث أنس ، وعد ابن أبي داود في " كتاب الشريعة " من المهاجرين أيضا تميم بن أوس الداري وعقبة بن عامر " ومن الأنصار عبادة بن الصامت ومعاذا الذي يكنى أبا حليمة ومجمع بن حارثة وفضالة بن عبيد ومسلمة بن مخلد وغيرهم ، وصرح بأن بعضهم إنما جمعه بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - وممن جمعه أيضا أبو موسى الأشعري ذكره أبو عمرو الداني ، وعد بعض المتأخرين من القراء عمرو بن العاص وسعد بن عباد وأم ورقة .
قوله : ( تابعه الفضل بن موسى عن حسين بن واقد عن ثمامة عن أنس ) هذا التعليق وصله إسحاق بن راهويه في مسنده عن الفضل بن موسى به ، ثم أخرجه المصنف من طريق عبد الله بن المثنى " حدثني ثابت البناني وثمامة عن أنس قال : مات النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يجمع القرآن غير أربعة " فذكر الحديث ، فخالف رواية قتادة من وجهين : أحدهما : التصريح بصيغة الحصر في الأربعة . ثانيهما : ذكر أبي الدرداء بدل أبي بن كعب . فأما الأول فقد تقدم الجواب عنه من عدة أوجه ، وقد استنكره جماعة من الأئمة . قال المازري : لا يلزم من قول أنس لم يجمعه غيرهم أن يكون الواقع في نفس الأمر كذلك لأن التقدير أن لا يعلم أن سواهم جمعه ، وإلا فكيف الإحاطة بذلك مع كثرة الصحابة وتفرقهم في البلاد ، وهذا لا يتم إلا إن كان لقي كل واحد منهم على انفراده وأخبره عن نفسه أنه لم يكمل له جمع القرآن في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وهذا في غاية البعد في العادة ، وإذا كان المرجع إلى ما في علمه لم يلزم أن يكون الواقع كذلك . قال : وقد تمسك بقول أنس هذا جماعة من الملاحدة ، ولا متمسك لهم فيه ، فإنا لا نسلم حمله على ظاهره . سلمناه ، ولكن من أين لهم أن الواقع في نفس الأمر كذلك ؟ سلمناه ، لكن لا يلزم من كون كل واحد من الجم الغفير لم يحفظه كله أن لا يكون حفظ مجموعه الجم الغفير ، وليس من شرط التواتر أن يحفظ كل فرد جميعه ، بل إذا حفظ الكل الكل ولو على التوزيع كفى ، واستدل القرطبي على ذلك ببعض ما تقدم من أنه قتل يوم اليمامة سبعون من القراء ، وقتل في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ببئر [ ص: 670 ] معونة مثل هذا العدد ، قال : وإنما خص أنس الأربعة بالذكر لشدة تعلقه بهم دون غيرهم ، أو لكونهم كانوا في ذهنه دون غيرهم . وأما الوجه الثاني من المخالفة فقال الإسماعيلي : هذان الحديثان مختلفان ، ولا يجوزان في الصحيح مع تباينهما ، بلى الصحيح
أحدهما . وجزم البيهقي بأن ذكر أبي الدرداء وهم والصواب أبي بن كعب . وقال الداودي : لا أرى ذكر أبي الدرداء محفوظا .
قلت : وقد أشار البخاري إلى عدم الترجيح باستواء الطرفين ، فطريق قتادة على شرطه وقد وافقه عليها ثمامة في إحدى الروايتين عنه ، وطريق ثابت أيضا على شرطه وقد وافقه عليها أيضا ثمامة في الرواية الأخرى ، لكن مخرج الرواية عن ثابت وثمامة بموافقته ، وقد وقع عن عبد الله بن المثنى وفيه مقال وإن كان عند البخاري مقبولا لكن لا تعادل روايته رواية قتادة ، ويرجح رواية قتادة حديث عمر في ذكر أبي بن كعب وهو خاتمة أحاديث الباب ، ولعل البخاري أشار بإخراجه إلى ذلك لتصريح عمر بترجيحه لا القراءة على غيره ، ويحتمل أن يكون أنس حدث بهذا الحديث في وقتين فذكره مرة أبي بن كعب ومرة بدله أبا الدرداء ، وقد روى ابن أبي داود من طريق محمد بن كعب القرظي قال : " جمع القرآن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمسة من الأنصار معاذ بن جبل وعبادة بن الصامت وأبي بن كعب وأبو الدرداء وأبو أيوب الأنصاري " وإسناده حسن مع إرساله ، وهو شاهد جيد لحديث عبد الله بن المثنى في ذكر أبي الدرداء وإن خالفه في العدد والمعدود ، ومن طريق الشعبي قال : " جمع القرآن في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ستة منهم أبو الدرداء ومعاذ وأبو زيد وزيد بن ثابت ، وهؤلاء الأربعة هم الذين ذكروا في رواية عبد الله بن المثنى ، وإسناده صحيح مع إرساله . فلله در البخاري ما أكثر اطلاعه . وقد تبين بهذه الرواية المرسلة قوة رواية عبد الله بن المثنى وأن لروايته أصلا والله أعلم . وقال الكرماني : لعل السامع كان يعتقد أن هؤلاء الأربعة لم يجمعوا وكان أبو الدرداء ممن جمع فقال أنس ذلك ردا عليه ، وأتى بصيغة الحصر ادعاء ومبالغة ، ولا يلزم منه النفي عن غيرهم بطريق الحقيقة والله أعلم .

روايات أهل السنّة حول جمْع بعض الصحابة للقرآن على عهد النبي (صلَّى الله عليه وآله)

سَأَلْتُ أنَسَ بنَ مالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه: مَن جَمع القُرْآنَ علَى عَهْدِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قالَ: أرْبَعَةٌ، كُلُّهُمْ مِنَ الأنْصارِ: أُبَيُّ بنُ كَعْبٍ، ومُعاذُ بنُ جَبَلٍ، وزَيْدُ بنُ ثابِتٍ، وأَبُو زَيْدٍ
الراوي : أنس بن مالك | المصدر : صحيح البخاري الرقم : 5003 التخريج : أخرجه مسلم (2465)، وابن سعد في ((الطبقات الكبير)) (2/ 307)، وأبو يعلى (2878 ) جميعا بلفظ مقارب، والترمذي (3794) بنحوه


عن زيد بن ثابت قال : (كنا عند رسول الله ـ ص ـ نؤلف القرآن من الرقاع ) ( المستدرك للحاكم ، والبرهان : ج1 ص237 عنه ، والإتقان : ج1 ، والمصنف ، لابن أبي شيبة : ج12 ص191.).


أخرج ابن أبي داود بسند حسنٍ ، عن محمد بن كعب القرظي ، قال : (جَمع القرآن على عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ خمسة من الأنصار : معاذ بن جبل ، وعبادة بن ثابت ، وأُبيّ بن كعب ، وأبو الدرداء ، وأبو أيوب الأنصاري) (الإتقان : ج1 ص72).


وأخرج البيهقي وابن أبي داود ، عن الشعبي ، قال : (جَمع القرآن في عهد النبي ـ ص ـ ستة : أُبيّ ، وزيد ، ومعاذ ، وأبو الدرداء ، وسعيد بن عبيد ، وأبو زيد) ( الطبقات الكبرى : ج2 ص355 و356 ، والإتقان : ج1 ص72 ، وبحوث حول علوم القرآن : ص214 ، ونور القبس : ص245 ، وراجع : ص105 ، والبرهان : ج1 ص241) ، وهذه الرواية مشهورة عن الشعبي ولكنّ بعض الرواة غيّروا عبارة الشعبي ، بأنّ قرّاء القرآن في عهد النبي (صلَّى الله عليه وآله) كانوا ستّة (مصنف ابن أبي شيبة : ج10 ص500.) ، ولكن من الواضح أنّ أصحاب النبي (صلَّى الله عليه وآله) كان الكثير منهم قرّاءً للقرآن ، وذكر ستّة منهم يعني ظاهراً أنّهم جَمَعوا القرآن.
ويدلّ على المطلوب ما قيل حول جَمْع علي (عليه السلام) للقرآن في ثلاثة أيام بعد النبي (صلَّى الله عليه وآله) ، وسنذكر مصادره ، فهذا يدل على أن القرآن كان قد كتب في عهد النبي بتمامه ، وعلي (عليه السلام) جمعه في مصحف في ثلاثة أيام وإلاّ فلا يمكن أن نقول أنّه (عليه السلام) قد كتب القرآن في ثلاثة أيام ، أو حفظه ، كما قال البعض ( تاريخ القرآن ، لعبد الصبور شاهين : ص71.).


وفي كتاب المصاحف للسجستاني : ص10 ، وعمدة القاري : ج20 ص16. عن علي بن إبراهيم (إنّ النبي ـ صلَّى الله عليه وآله ـ أمرَ بجمع القرآن ، الذي كان في صحفٍ ، وحريرٍ ، وقرطاسٍ ، في بيته ، لا يضيع كما ضيع التوراة والإنجيل) .
عن ابن النديم قال في الفهرست : ص30 : (إنّ الجَمّاع للقرآن على عهد النبي ـ صلَّى الله عليه وآله ـ : علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ وسعد بن عبيد ، وأبو الدرداء ، وعويمر بن زيد ، ومعاذ بن جبل ، وأبو زيد ، وأُبي بن كعب ، وعبيد بن معاوية ، وزيد بن ثابت) .
عن ابن سعد ، عن الكوفيين ، في ترجمة مجمع بن حارثة ،
التراتيب الإدارية : ج1 ص46 ، عن الطبقات ج1 ص34 أنّه جمع القرآن على عهد النبي ـ صلَّى الله عليه وآله ـ إلاّ سورة أو سورتين. وقال ابن إسحاق : كان مجمع غلاماً حَدِثاً قد جَمع القرآن على عهد رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)

عن ابن حبّان كتاب مشاهير علماء الأمصار : ص12: أن أُبيّ جَمع القرآن على عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ ، وأمر الله صفيَّه صلوات الله عليه أن يقرأ على أُبيّ القرآن
فنفهم من انحصار جمع القرآن في أربعة أو أكثر حتى ستة أنّه جُمع القرآن في المصحف وإلاّ فقد كان القّراء ، والحفّاظ للقرآن كثيرين. فثبت من ذلك أنّ القرآن جُمع في عهد النبي (صلَّى الله عليه وآله ). كما إنّ الزركَشي يصرح بأسامي سبعة من الذين عرضوا القرآن كله على رسول الله (صلَّى الله عليه وآله ) (البرهان في علوم القرآن : ج1 ص243.).


الحوادث التاريخية
قول عمر في رزية الخميس حسبنا كتاب الله
رواية عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ، قَالَ: «فَدَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلْتُهُ مُصْحَفًا كَانَ عِنْدَهُ، فَأَعْطَانِيهِ وَاسْتَعْمَلَنِي عَلَيْهِمْ، وَجَعَلَنِي إِمَامَهُمْ وَأَنَا أَصْغَرُهُمْ»
وجود اشخاص اطلق عليهم المخالفون اسم كتّاب الوحي


اقوال علماء المخالفين بجمع القران على عهد النبي صلى الله عليه واله
قال الحارث المحاسبي : (كتابة القرآن ليست بمُحدثة ، فإنّه ـ صلَّى الله عليه وآله ـ كان يأمر بكتابته ، ولكنّه كان مفرّقا في الرقاع والأكتاف والعُسُب ، فأمر الصديق بنسخه من مكان إلى مكان مجتمعا ، وكان ذلك بمنزلة الأوراق وجدت في بيت رسول الله ـ ص ـ فيها القرآن منتشراً فجمعها جامع وربطها بخيط لا يضيع منها شيء) (الإتقان : ج1 ص58 ، عن كتاب فهم السنن).



وقال أبو شامة : (وكان غرضهم ـ أبي بكر وغيره ـ أن لا يُكتب إلاّ مِن عين ما كُتب بين يدي النبي ـ صلَّى الله عليه وآله ) (الإتقان : ج1 ص58).
قال الزركشي : (أمّا أُبي بن كعب ، وعبد الله بن مسعود ، ومعاذ بن جبل ، فبغير شكٍ جمعوا القرآن ، والدلائل عليها متضافرة) (البرهان في علوم القرآن).


قال الزرقاني : (... وكان رسول الله ـ صلَّى الله عليه وآله ـ يدلّهم على موضع المكتوب من سورته فيكتبونه ، فيما يسهل عليهم من العُسُب واللخاف والرقاع وقطع الأديم وعظام الأكتاف والأضلاع ثم يوضع المكتوب في بيت رسول الله ـ صلَّى الله عليه وآله ـ وهكذا انقضى العهد النبوي والقرآن مجموع على هذا النمط) (مناهل العرفان : ج1 ص240.).



وقال الدكتور عبد الصبور شاهين : (إنّ القرآن ثَبُت تسجيلا ومشافهة في عهد رسول الله) (تاريخ القرآن : ص57.).


وقال الشيخ محمّد الغزالي في نظرات في القرآن : ص35. : (فلمّا انتقل الرسول إلى الرفيق الأعلى كان القرآن كلّه محفوظاّ في الصدور ، وكان كذلك مثبتا في السطور)



وقال الباقلاني في (الانتصار : ص99): (وما على جديد الأرض أجهل ممّن يظنّ بالنبي ـ صلى الله عليه وآله ـ أنّه أهمل القرآن أو ضيّعه ، مع أنّ له كتّابا أفاضل معروفين بالانتصاب لذلك من المهاجرين والأنصار)



قال الباقلاني ، فهل على ظهر الأرض أجهل ممّن يقول بأنّ النبي (صلَّى الله عليه وآله ) لم يهتمّ بجمع القرآن ، مع أنّ الرواة ذكروا أسامي أربعين من الصحابة الذين يكتبون القرآن ، وجعل النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) بعضهم لذلك (تاريخ القرآن ، دكتور راميار : ص96 ، ومكاتيب الرسول : ج1 ، وصبح الأعشى : ج1 ص92 ، وتاريخ القرآن ، للدكتور شاهين : ص54. ).
فمع أمْر النبي (صلَّى الله عليه وآله) بكتابة الوحي وتأكيده على أن ( ( قيّدوا العلم بالكتابة )) ( التراتيب الإدارية : ج2 ص244 و247 و248 ، وأخبار أصبهان : ج2 ص228. ) ومع قوله لعبد الله بن عمرو بن العاص : بكتابة العلم ( نفس المصدر : ص248.) وقوله لرجل آخر حول حفظ العلم بالاستعانة باليمين (تقييد العلم : ص : 33.) ، هل يمكن إهمال كتابة القرآن بتمامه وعدم جمع القرآن ؟
فمع الظروف التي في الجزيرة والتي تشير إلى إمكان ضياع القرآن ، ومع تأكيد الكتاب على أنّ اليهود والنصارى حرفوا الكتاب {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ} [البقرة : 79] هل يمكن فرض إهمال النبي (صلَّى الله عليه وآله) لكتابة القرآن حتى يضطر زيد بن ثابت إلى جمعه من صدور الرجال ؟!!
ومع وجود روايات مثل :



(إنّ الوحي إذا أُنزل على النبي ـ (صلَّى الله عليه وآله) ـ أمر أحد الكتّاب كزيد أو غيره أن يكتب ذلك الوحي) (دلائل النبوة للبيهقي : ص241.).
أو مثل رواية وردت عن عثمان بن أبي العاص ، يقول فيها : ( كنت جالساً عند رسول الله إذ شَخَص ببصره ، ثم صوّبه ثمّ قال : أتاني جبرئيل فأمرني أن أضع هذه الآية هذا الموضع من هذه السورة ) (الإتقان : ج1 ص104 ، وراجع البخاري : كتاب التفسير الباب 18 ، وكتاب الأحكام ، الباب 7 ، ومسند احمد : ج3 ص120 وج4 ص381. ).



ومع رواية عن ابن عبّاس أنّه قال : (كان رسول الله ـ (صلَّى الله عليه وآله) ـ إذا نزلت عليه سورة ، دعا بعض من كتب ، فقال : ضَعوا هذه السورة في الموضع الذي يذكر فيه كذا وكذا ) ( مناهل العرفان : ج1 ص240.).



ومع رواية : (عُرِض القرآن من قِبل النبي ـ (صلَّى الله عليه وآله) ـ على جبرئيل ، سيّما في العام الأخير الذي عُرض على جبرئيل مرتين) (إرشاد الساري : ج7 ص449 ، وتفسير ابن كثير : قسم فضائل القرآن ج4 ص26.).
مع كل هذه الروايات ، هل يمكن يمكن فرض إهمال النبي لجمع القرآن؟ وهل هذا إلاّ قدح في النبي (صلَّى الله عليه وآله) وإظهار عدم اهتمامه بحفظ الكتاب؟ فبعد ثبوت أنّ القرآن جُمع كلّه في عهد النبي (صلَّى الله عليه وآله) وثبوت أنّ جَمْع أبي بكر وغيره للقرآن ، بمعنى استنساخ ما هو مكتوب من قَبْل ، ينهدم أكثر ما أورده البعض في إثبات التّحريف ؛ لأنّهم يقولون بتواتر القرآن بعد جَمْعه ، فإذا كان جَمْعه في عهد النبي (صلَّى الله عليه وآله) ثَبت تواتره منذ زمن حياة الرسول (صلَّى الله عليه وآله) ، وتصور التحريف بعد ذلك غير معقول.